وکاله آریا للأنباء - عائله سودانیه وأخرى جزائریه تعزز حضور العائلات فی بطوله کأس العرب قطر 2025 (الجزیره)
لا تجد العائلات فی قطر حرجًا فی اصطحاب أفرادها، کبارا وصغارا، واختیار إحدى وسائل النقل المتعدده للتوجه إلى الملاعب العالمیه لمتابعه مباریات کأس العرب.
ومهما اختلفت الجنسیات وتعددت الخلفیات، یبقى المشهد واحدًا: أسرا کامله تصنع لوحه إنسانیه واجتماعیه تعبّر عن الفرح والانتماء وحب کره القدم.
ففی ملاعب البیت ولوسیل وأحمد بن علی و974 وخلیفه الدولی والمدینه التعلیمیه، تزداد الصوره جمالًا بامتلاء المدرجات بالعائلات، حیث تتحول المدرجات إلى فضاء نابض بالحیاه، تتجاور فیه الأعلام والضحکات وذکریات الأجیال.
وخلال زیاره لملعب أحمد بن علی فی الریان، لفت المشهد العفوی لعدد کبیر من العائلات السودانیه والجزائریه الأنظار؛ أطفال فی أحضان آبائهم، فتیات یلوّحن بأعلام بلادهن، وشیوخ لم تمنعهم الشیخوخه من مشارکه أبنائهم وأحفادهم متعه الحضور المیدانی.
الأمن.. الدافع الأکبر وراء حضور العائلات
محمد أحمد حسن عبد الله، وهو رب أسره سودانیه استقرت فی قطر منذ عام 2020، عبّر عن شعوره بفرحه غامره داخل الملعب، قائلا: "الحمد لله على نعمه، وربنا یدیم الأمن والأمان على دوله قطر. ربنا یحفظ قطر والشعب القطری والأمیر تمیم، ویزیدهم من فضله، ویحفظ کل الشعوب العربیه".
ویضیف محمد "متى ما توفر الأمن، تکون هناک حریه فی الحرکه. النظام والتنظیم هنا ممتازان، والدخول للملعب یتم بسلاسه کبیره".

محمد أحمد حسن عبد الله مع عائلته وأحفاده خلال مباراه السودان والجزائر فی کأس العرب قطر 2025 (الجزیره) الأمن -کما یوضح- هو العامل الأساسی الذی یجعل العائلات تشعر بالاطمئنان، مهما کانت خلفیاتها وثقافاتها.
ولا تختلف الحاجه نونه القادمه من الأوراس فی الجزائر عن هذا الشعور، إذ تقول إنها لمست منذ قدومها إلى قطر "احترامًا کبیرًا للعائلات داخل الملاعب وخارجها"، مشیده بالأجواء الهادئه والتنظیم الجید فی الأماکن العامه کالمراکز التجاریه والحدائق والشوارع.

نونه الجزائریه جاءت من الأوراس لتشجع الخضر فی کأس العرب قطر 2025 (الجزیره) تنظیم محکم واهتمام دقیق بالتفاصیل
سوزان، وهی ربه بیت سودانیه جاءت من الوکره إلى الملعب برفقه أسرتها، تشید بدورها بهذه التجربه قائله: "قطر دائمًا تتحفنا بالأمن والسلامه. نحن نکون مرتاحین نفسیا ولا نخاف من أی شیء".
وتضیف: "الأجواء رائعه، المواقف متوفره، التذاکر إلکترونیه، وحتى الأعلام یوزعونها لنا".

سوزان (یمین) تحمل العَلمین السودانی والقطری مع عائلتها فی ممر ملعب أحمد بن علی بالریان (الجزیره) وتشیر سوزان إلى واحده من التفاصیل التی تمنح الأهل مزیدًا من الطمأنینه: "حتى الأطفال ما نخاف علیهم من الضیاع. یضعون لهم سوارًا على المعصم مکتوبًا علیه رقم هاتف الأب، للتواصل فی حال ابتعد الطفل". ثم تمازح صغیرها محاوله إیقاظه لتری الحاضرین السوار الذی یحمله.
رعایه خاصه لکبار السن وذوی الاحتیاجات
ولا یقتصر الاهتمام على العائلات الشابه، إذ یجد کبار السن والمرضى وذوو الاحتیاجات الخاصه تسهیلات واسعه فور وصولهم إلى محیط الملعب.
فما إن یترجلوا من سیاراتهم أو الحافلات، حتى تکون سیارات النقل الصغیره جاهزه لنقلهم إلى بوابات الدخول، إضافه إلى وجود سیارات إسعاف وکوادر طبیه فی مختلف أرجاء الملعب، مع توفیر الماء وخدمات الإسعاف الأولی.

محمد ناقوص (یمین) یبلغ من العمر 67 عاما وجاء من جنوب الجزائر لتشجیع الخضر (الجزیره) تجربه جامعه لکل فئات المجتمع
تعکس هذه المشاهد نهجًا واضحًا تتبناه قطر فی تنظیم البطولات الریاضیه، یقوم على إشراک کل فئات المجتمع دون استثناء أو تهمیش، وتوفیر تجربه آمنه ومریحه تجعل من حضور المباریات نشاطا اجتماعیا جامعا.
وما تقدمه قطر واللجنه المنظمه لبطوله کأس العرب من خدمات وتسهیلات، لیس سوى جزء مما یجعل الملاعب فضاءً مفتوحًا للعائلات ومکانًا یحتفی بالجمهور قبل الاحتفاء بالفرق المتنافسه.
المصدر: الجزیره